الطفل_ كيف أقوي شخصية طفلي و أحضره للحياة

 ماذا نقصد بشخصية الطفل؟

تشمل شخصية الطفل مجموعة من المميزات الفردية والصفات التي تحدد تفاعلاته وسلوكياته مع  البيئة المحيطة به، تتكون شخصية الطفل غالبا في الخمس سنوات الأولى من حياته وتؤثر فيها عوامل بيئية ووراثية تجعله يكتسب مهارات التعلم في شتى المجالات وصقلها مع مرور السنوات، كما أن للآباء دور فعال في تقوية شخصية الطفل وفق العديد من العوامل.


الطفل
الطفل_ كيف أقوي شخصية طفلي و أحضره للحياة

في هذا المقال نستعرض أهم استراتيجيات تقوية شخصية الطفل وتجهيزه للحياة كما سنتعرف على العوامل التي تكون شخصية الطفل وتؤثر عليه على مر السنين.



متى تبدأ شخصية الطفل في تكون؟


شخصية الطفل تبدأ بالتكون منذ أول يوم من ولادته،  حيث يكون عرضة لتفاعلات مختلفة مع العالم من حوله، وبعدها يبدأ تطور الطفل من حيث النمط السلوكي واستجاباته الفردية والتي تعتبر جزء من تكوين شخصيته، كما أن فترة الطفولة المبكرة أهم فترة لتكوين شخصية الطفل.

في السنة الأولى من حياة الطفل يكون تأثير العوامل الوراثية هو العامل الأكبر في تحديد بعض الصفات الأساسية، بعدها يأتي دور البيئة في تطوير مهارات الطفل ومن ثم تحضير ه للحياة.

شخصية الطفل تكتسب صفاتها المميزة على مراحل متعددة وذلك أثناء مراحل نموه وتطوره خلال سنينه العمرية ، فتكوين شخصية الطفل تتوقف على البيئة المحيطة به، إن كانت داعمة للتجارب ومحفزة، وهنا يكون دور الآباء في تطوير مهارات الطفل.

ما هي العوامل التي تؤثر في تكوين شخصية الطفل؟


حتى تتكون شخصية الطفل يجب أن تكون نتاج عدة عوامل مختلفة، حيث تؤثر على تركيبة شخصيته وتطوير المهارات عنده وأهم هذه العوامل هي:

العامل الوراثي: يلعب العامل الوراثي دورا كبيرا في تحديد السمات الأساسية لشخصية الطفل مثل أن يميل في طريقة تفكيره أو بعض نشاطاته أو حركاته أو حتى عواطفه لجهة الأب أو جهة الأم أو يكتسب وراثيا بعض الصفات من كلتا العائلتين.

البيئة العائلية: يعد تأثير الأسرة ودورها الكبير عاملا مهما في تكون شخصية الطفل، العلاقات الأسرية المستقرة والداعمة وطرق المعاملة والتشجيع كلها عوامل بيئية تنعكس ايجابيا على شخصية الطفل.

الثقافة والمجتمع: يكتسب الطفل القيم ومعتقدات المجتمع الذي يعيش فيه بناء على تكوينه الأسري، ويؤثر ذلك في تكوين شخصيته بحيث يكتسب القواعد الاجتماعية والقيم التي يشترك فيها مجتمعه والتي تحدد سلوكاته واعتقاداته.

التجارب الاجتماعية: تتكون شخصية الطفل عن طريق  تفاعله مع الآخرين وهذا يلعب دور كبير، على سبيل المثال أثناء اللعب مع أقرانه و إختلاطه بهم أو أثناء التعليم وهذا ما يساهم في تشكيل القيم والمهارات الاجتماعية للطفل.

دور التعليم: يلعب التعليم دورا كبيرا جدا و فعالا في تشكيل شخصية الطفل وتطويرها، كما  يعمل على تطوير قدراته الاجتماعية والعقلية، سواء كان ذلك بالتعليم الرسمي أو غير الرسمي هذا ما يسهم في تنمية شخصية الطفل واكتسابه للمعارف. 

بالإضافة الى هذه العوامل توجد الكثير من العوامل التي تصقل شخصية الطفل وتجعله مستعدا لخوض غمار الحياة وقد تكون قد تكون هذه العوامل مرتبطة ارتباطا وثيقا بظروف تربية الطفل كما أنها تختلف من طفل لآخر.

كيف أقوي شخصية طفلي و أحضره للحياة؟

لتطوير شخصية طفلك يجب اتباع بعض الخطوات التي بإمكانها تعزيز شخصية الطفل ومساعدته لتطوير مهاراته استعدادا لممارسة حياته بشكل صحيح وهي كالتالي:


توفير البيئة الداعمة


إنشاء بيئة داعمة لطفلك من شأنها تنمية شخصيته و تعمل على تعزيز ثقته بنفسه،  و إليك بعض النصائح الفعالة في النجاح في هذه المهمة:


  • التعبير العاطفي: قم بتشجيع طفلك على البوح بمشاعره دون خوف من الانتقاد، وقدم له الدعم من خلال مبادلته المشاعر الايجابية  والسلبية أثناء محاولته التعبير عنها وقدم له الدعم بطرق صحية بعيدة عن التوتر.

  • الثناء والتشجيع: يستحق طفلك الثناء عند قيامه بتحقيق إنجازات حتى لو كانت صغيرة، أظهر له مشاعر الفخر فهذا يعزز الشعور بالثقة والقدرة على تحقيق الإنجازات.

  • حسن الاستماع: قدم لطفلك الوقت والاهتمام اللازمين أثناء حديثه معك وحاول الاستماع له لغاية انهاء حديثه، فهذا يعزز شعوره بالاهتمام والقبول عند الغير أثناء تجاذب أطراف الحديث.

  • اللعب والتفاعل: الأنشطة الفعالة والجيدة قد تعمل على تعزيز نمو شخصية طفلك و تطريو مهاراته الاجتماعية، وأفضل طريقة هي مشاركته اللعب والتفاعل بانتظام كون هذا الشيء هو جزء من عالمه الصغير، وهذا يقوي الروابط بين الطفل ووالديه ويكون فرصة جيدة للنمو والتعلم.
  • تعزيز الاستقلالية: أعمل بجهد لتشجيع طفلك على تطوير مهاراته الشخصية من خلال منحه مساحة لاتخاذ القرارات الصغيرة والمسؤوليات في المهام اليومية، كقيامه بترتيب ألعابه فهذا من شأنه أن يعزز فيه روح المسؤولية التي تعود عليه بالإيجاب وتجهيزه للحياة مستقبلا.

تلعب البيئة المحفزة والداعمة للطفل على تقوية شخصيته و رسم نظرة إيجابية للحياة في مخيلته.


تعزيز الثقة بالنفس


لتعزيز ثقة طفلك بنفسه يمكنك العمل بهذه النصائح والخطوات التالية:


  • التعبير عن الحب والاهتمام: محاولة بناء رابطة قوية للطفل بنفسه ومع غيره بحيث يسمح له بالشعور بالقبول والمحبه  قدم لطفلك التشجيع والاهتمام الشخصي والحب الكافي.

  •  تعزيز المهارات والتعلم: شجع طفلك على تعلم مهارات جديدة وتطويرها وحاول توجيهه إلى الطريق الصحيح في المواهب التي يميل لها، وقد يشمل هذا حب الرسم حب الرياضة أو أي نشاط آخر يثير اهتمامه، و هذا بتقديم الدعم في هذه المجالات التي تعمل على تعزيز ثقة الطفل بنفسه.

  • تقديم التحدي والتحفيز:  اجعل طفلك يواجه التحديات الجديدة أثناء تعلمه لبعض المهارات على سبيل المثال ممارسة بعض الأنشطة داخل المدرسة أو خارجها، و حاول تعليمه روح المنافسة الإيجابية والتحفيز على النجاح، هذا من شأنه أن يعزز ثقته بقدراته ويعطيه الشجاعه الكافيه للتحدي.

تعزيز الفضول والاكتشاف


إن تعزيز نقطة الفضول عند الطفل وحبه للاستكشاف تعمل على تقوية شخصيته وتطوير مهاراته التعليمية، ويمكن اتباع الإرشادات التالية:


  • طرح الأسئلة والتشجيع على البحث قد يجعل طفلك  يفكر في الإجابات لها، وهذا ما يدفعه لحب الاستكشاف.

  • توفير الفرص لاستكشاف الأشياء المحيطة به، مثل وضع الألعاب والأدوات التي تحث على التفاعل مع الغير والاستكشاف الإبداعي.
  • التشجيع على الاستكشاف، إذ يجب توفير الوقت من أجل الخروج في نزهة والتعرف على الحياة البرية والحشرات والنباتات والظواهر الطبيعية، فهذا يخلق نوع من التساؤل داخل الطفل ويبدأ بطرح الأسئلة حول هذه الأمور وهذا ما يقوده الى الاستكشاف. 

  • كن مثالا إيجابيا لطفلك، حيث يمكنك تبني بعض الأمور والمواقف المناسبة للاستكشاف واستعراض قدراتك على تعلمها، فهذا يؤثر في الطفل ايجابيا لاعتماد نمطك في الحياة.

من الممكن أن تساعد هذه الاستراتيجيات والنصائح طفلك على تطوير قدرته الاستكشافية للعالم من حوله بمهارة.


تحفيز الطفل على الإبداع


قدم لطفلك فرص التعبير عن نفسه لتنمية الابداع عنده، ويشمل هذا اللعب بالألوان، الكتابة، الرسم و الموسيقى وغيرها من الأنشطة، فهي كفيلة بتحفيز و جعله يفكر خارج الصندوق، وتعزز من قدراته  وتطور خياله وتحضره للابداع.


الاهتمام بالصحة


اعمل على تشجيع طفلك على ممارسة الأنشطة البدنية خفيفة والاستمتاع بالألعاب في الهواء الطلق، كما يجب التأكد من توفير نظام غذائي متوازن ونوم كافي للطفل حتى يتعود عليه كنمط حياة  يساعده في المحافظة على صحته طوال حياته.



غرس القيم والأخلاق


يستمد الطفل من بيئته مجموعة من القيم والأخلاق التي يتربى عليها في صغره، لتنعكس على قوة شخصيته وحياته في الكبر فعل الطفل أن يكتسب القيم الأخلاقية المتمثلة في الاحترام والصدق والعدالة كما يجب تشجيعه على معاملة الغير بلين وتعاطف.


يمكن غرس هذه القيم في الطفل بقراءة قصص أطفال التي تختص بهذه المواضيع، وكذا توفير أمثلة حية في بيئته مثل تعامل الوالدين مع بعضهم البعض باحترام، فمن الممكن جدا أن يؤثر هذا في حياته وتعلمه للأخلاق والقيم.


اكتساب المهارات الاجتماعية

درب طفلك على مهارات التواصل الفعالة والمشاركة مع الآخرين والتعاون معهم، ودربه على كيفية التعامل مع المشكلات الصغيرة وحلها، ومواجهة الصراعات البسيطة وفق مراحله العمرية.

يجب ترك مساحة للطفل أثناء مشاركته في الأنشطة الجماعية، مثل فرص اللعب مع الآخرين وهذا يعزز كثيرا من  مهاراته الاجتماعية. 

هذه النصائح و الارشادات والخطوات تعتمد في كل نقطة منها على المراغحل العمرية للطفل ومدى مقدرته وتطوره الفكري واستيعابه للأمور و التدرب عليها.


بصفتك مسؤول عن تربية إبنك، فبالنسبة لطفلك تعتبر الشخص الأكثر تأثيرا في حياته،  لذا إحرص على توفير البيئة الايجابية والمحفزة وغرس القيم والمهارات والدعم العاطفي الاستكشاف وتعزيز المهارات الاجتماعية للطفل.

من خلال الإرشادات والنصائح المقدمة يمكن تقوية شخصية طفلك وتحضيره لحياة سهلة  ومرنة تمكنه من تحقيق النجاحات على الصعيد الشخصي والمهني في مستقبله كما تعمل بشكل قوي على بناء شخصية الطفل، و يعتبر هذا أكبر تحدي  للآباء في تربية الأبناء.


تعليقات