الطفل الرضيع _ استكشفي عالمه وكيف يتفاعل مع الآخرين

ما هو عالم الطفل الرضيع؟

عالم الطفل الرضيع هو عالم مليء بالتجارب والاكتشافات الجديدة، خصوصا في الأشهر الأولى لحياته، فيتواصل الطفل الرضيع مع الآخرين من خلال حواسه، عن طريق الأصوات الصادرة والروائح والأشكال والألوان واللمس، كما يتعلم التفاعل مع الآخرين عن طريق عائلته ووالديه بالتواصل البصري والصوت واللمس.


الطفل الرضيع
الطفل الرضيع _ استكشفي عالمه وكيف يتفاعل مع الآخرين

سنتعرف في هذا المقال على عالم الطفل الرضيع، وكيف يتفاعل مع الآخرين، وما هي الطرق التي يتواصل بها في بداية حياته، كما سنتطرق إلى المهارات العقلية والحسية والاجتماعية التي يكتسبها الطفل الرضيع في الأشهر الأولى من حياته.


متى يبدأ الطفل الرضيع بالرؤية والسمع؟

يبدأ الطفل الرضيع في تطوير مهارة السمع والرؤية منذ أول يوم من ولادته، إذ تتطور هذه المهارات تدريجيا مع مرور الوقت وفي الأشهر الأولى، إليك شرح عام عن تطور السمع والرؤية لدى الطفل الرضيع:

مهارة السمع


  • الأيام الأولى: يولد الطفل الرضيع قادر على السمع، بحيث يستطيع سماع كل الأصوات من حوله كما أن الصوت الذي يسمعه وهو في رحم أمه يشبه الأصوات المألوفة والغريبة التي يسمعها.

  • الأسابيع الأولى: يبدأ الطفل الرضيع في تمييز مختلف الأصوات، حيث يتحسن تحسس الطفل للأصوات المحيطة به خصوصا صوت الوالدين، والذي يعد أهم صوت عن الطفل ويوفر له الراحة والشعور بالأمان.

  • من شهر إلى شهرين: في هذه المرحلة يبدأ الطفل الرضيع في الاستجابة للحديث والغناء والتفاعل بشكل أكبر مع الأصوات التي يستقبلها.

  • من 4 إلى 7 أشهر: تطور مهارة السمع عند الطفل في هذه الأشهر، ويبدأ بإصدار أصوات وتعابير مختلفة، مثل الضحك والتعبير عن السعادة والتعبير عن الجوع والبكاء.

مهارة الرؤية

  • الأيام الأولى: عند ولادة الطفل الرضيع تكون قدرته على الرؤية محدودة جدا، بحيث يمكنه التمييز فقط بين الظل والضوء والأشياء القريبة جدا.
  • الأسابيع الأولى: تتحسن الرؤية عند الطفل الرضيع، بحيث يصبح لديه تفضيل لبعض الوجوه البشرية دون غيرها، كما يستطيع التفريق بين أمه وأبيه وأفراد آخرين قد تعود على رؤيتهم، كما يستطيع التمييز بين الألوان.

  • بعد شهرين إلى 3 أشهر: يتمكن الطفل من رؤية الأشياء في مسافات بعيدة والاهتمام بتفاصيلها، كما تتحسن لديه القدرة على التركيز والمتابعة البصرية.

  • من 4 إلى 6 أشهر: يزداد تطور النظر والرؤية عند الطفل الرضيع، فيصبح بإمكانه التمييز  بين الألوان بشكل أفضل، كما يبدأ في التفاعل مع الأشياء مثل اللعب بيديه.

لا توجد قاعدة ثابتة في عالم نمو الأطفال فيختلف كل طفل عن الآخر في مراحل النمو، بعض الأطفال يظهر لديهم تقدم أسرع أو أبطأ في المهارات، لكن مع الدعم من الوالدين والتفاعل معه يتمكن من تطويرها.


ما هي أنواع مهارات التواصل عند الطفل الرضيع؟

يتطور الطفل الرضيع في جوانب مختلفة للتواصل مع العالم من حوله، منها الجوانب الحسية والاجتماعية والعقلية، وهذه أنواع المهارات التي يستعملها الطفل الرضيع للتواصل:

المهارات الحسية

  • الحركة الحسية واللمس: يمتلك الطفل حاسة اللمس منذ أول يوم من ولادته، وتلعب هذه الحاسة دور كبير في تطوير تواصله مع الأخرين بحيث يستجيب الطفل للاحتضان واللمس والحركات اللطيفة من أمه أو مع غيرها بشكل إيجابي.
  • السمع والصوت: يستطيع الطفل الرضيع الاستجابة للأصوات منذ ولادته بحيث يتعرف على مختلف الأصوات والتفريق بينها مثل صوت الباب، كما يتعرف الطفل الرضيع على صوت الأم.
  • الشم: يولد الطفل الرضيع وهو قادر على شم الروائح المختلفة، ومع نموه يبدأ في التنسيق والربط بين مختلف هذه الروائح كما يستطيع ربطها مع أشياء معينة، مثل تعرفه على رائحة الأم.

  • الذوق: يستطيع الطفل الرضيع التذوق، ومع النمو يبدأ في التمييز بين مختلف النكهات من الأطعمة، وهذا دليل على رفض بعض الأطفال الرضع أنواع معينة من الأطعمة وتقبلهم أنواع أخرى.

  • التركيز والنظر: يتحسن مع مرور الوقت النظر عند الطفل الرضيع، بحيث يصبح قادرا على رؤية مختلف الأشياء من مسافات بعيدة ويزيد تركيز الطفل الرضيع للتفريق بين مختلف الأشكال والألوان، كما يظهر اهتمامات متنوعة بها.

المهارات العقلية 

  • التمييز والاستدلال: مع مرور الوقت وأثناء مراحل نمو وتطور الطفل الرضيع، سيبدأ في التمييز بين مختلف الأشياء والاستدلال باستخدام حواسه.

  • الذاكرة: يولد الأطفال الرضع وهم قادرين على تذكر الأشياء التي حدثت لهم في الماضي ومع نموهم يستطيعون تذكر  الكثير من الأمور .

  • التفكير: يستطيع الأطفال الرضع ممارسة التفكير البسيط ومع نموهم، يزداد عندهم التفكير لكن بشكل أكثر تعقيدا.

  • التعلم: يولد الطفل الرضيع قادر على تعلم الأشياء أو التعلم من التجارب التي تحدث معه ومع النمو يبدأ في تعلم أشياء أكبر وأسرع وإتقانها، كما يبدي اهتماما أكبر بمحيطه ويستجيب لمختلف الأحداث والأشياء والأصوات بحركات بسيطة.

المهارات العاطفية والاجتماعية

  • الضحك والابتسام: يبدأ الطفل الرضيع في اظهار الابتسامات في مراحل نموه الأولى، هذا ما يشكل عنده وسيلة للتواصل وترسيخ وتعزيز العلاقات مع الآخرين خصوصا مع والديه.
  • الاهتمام بالآخرين: يظهر الرضيع بعض الاهتمام بالأشخاص من حوله، بحيث يستطيع التفاعل بشكل إيجابي مع مربيته أو مع والديه بشكل خاص.

  • التواصل العاطفي: يعبر الطفل الرضيع عن انفعالاته ومشاعره من خلال قيامه بحركات جسدية أو تعبيرات تمكنه من التعبير عن استجاباته العاطفية.
  • التفاعل الجسدي: يستطيع الطفل الرضيع القيام بحركات جسدية بسيطة برفع يديه  والنظر اليهما أو اللعب بهما والإشارة بأصابيعه، مما يعتبر هذا وسيلة للتواصل مع الأشخاص والبيئة المحيطة به.
  • اللعب: يستطيع الطفل الرضيع اللعب مع الأشياء المختلفة منذ أول أسابيع من ولادته ومع النمو يبدأ في اللعب مع الأشخاص وتزداد هذه المهارة معه في كل مراحله العمرية الأولى.

تتطور المهارات التي سبق ذكرها بشكل تدريجي خلال مرحلة الرضاعة عند الطفل الرضيع، ومع التفاعل المستمر وتشجيع الوالدين والعناية به سيتمكن من كل أنواع المهارات، كما سيصبح قادرا على تطويرها بشكل أفضل.

كيف يتفاعل الطفل الرضيع مع الآخرين ؟

يمثل تفاعل الطفل الرضيع مع الآخرين جزءا هاما في تطوره ونموه الاجتماعي والعاطفي خلال  المراحل الأولى من ولادته، فيتعلم كيفية التفاعل والتواصل مع العالم من حوله وهذه بعض الطرق التي يستطيع الطفل الرضيع التفاعل بها مع الآخرين:

  • الأصوات والضحك: يبدأ الطفل الرضيع منذ ولادته باصدار مختلف الأصوات كردود فعل على محيطه منها الضحك والتبسم كجزء من التفاعل مع الغير.

  • الابتسام وتعابير الوجه: يستطيع الطفل الرضيع أن يبدأ في تشكيل تعابير في وجهه  كتقليب العيون، تحريك الشفاه واظهار ابتسامات مختلفة، وهذه التعابير هي عبارة عن مشاعر وانفعالات يعتبرها الطفل الرضيع وسيلة للتواصل مع الآخرين.

  • التفاعل الجسدي: يستطيع الطفل الرضيع استخدام حركات مختلفة من جسمه للتواصل مع  الآخرين، كأن يرفع يديه للأعلى أو يحرك يديه مقابل شيء يريده.

  • الاحتضان والملامسة: يستجيب الطفل الرضيع للاحضان واللمس بشكل ايجابي وفرح وهذا ما يعتبر بالنسبة إليه مصدرا للأمن ورابط قوي بينه وبين والديه.

  • التفاعل البصري: يستطيع الطفل منذ الأسابيع الأولى من ولادته القيام بحركات بصرية مثل تتبع الأشياء أو النظر جهة الصوت الصادر، هذا يعكس رغبته وإهتمامه في التواصل .

  • التفاعل مع الأصوات: يمكن أن يسمع الطفل الرضيع الأصوات والموسيقى والتفاعل والاستجابة معها، وهذا من خلال تحريك جسمه أو إصدار اصوات صغيرة، ومثالا على ذلك عندما يلعب الآباء مع أبنائهم الرضع يصدرون أصوات.

  • التواصل اللفظي المبكر: يمكن للطفل الرضيع في الأشهر الأولى من حياته تقليد الأصوات اللفظية كما يستطيع إصدار أصوات مثل الصراخ الخفيف وهذا كجزء من تطوير مهاراته اللغوية.

بغض النظر عن أنواع مهارات الطفل الرضيع للتفاعل مع الآخرين، من المهم جدا للوالدين التفاعل بشكل ايجابي ومشجع معه ومنحه الاهتمام اللازم، والمستمر لتوفير بيئة آمنة لنمو سليم للطفل الرضيع.

نصائح لمساعدة طفلك الرضيع على التفاعل مع الآخرين


تستطيع من خلال تقديم الدعم لطفلك الرضيع ومساعدته في أن يتواصل ويتفاعل مع الآخرين بمهارة وسهولة وهذه بعض النصائح المهمة:

  • اقرأ لطفلك القصص: تساعد قراءة القصص للطفل الرضيع على تعلم اللغة وتطويرها كما تمنحه تطوير الخيال عنده.

  • تحدث إلى طفلك بمهارة: يتعلم الطفل الرضيع من الأصوات والكلمات التي يصدرها الوالدين حتى لو لم يفهم ما تقوله، أنظر إلى عينيه وتحدث إليه فسيساعد هذا طفلك على فهم أنك تتحدث معه وتخاطبه.

  • امنح طفلك الاهتمام: امنح طفلك باستمرار الاحضان والحب واللمس فهذا سيساعدك على الشعور بالأمان والراحه.

  • وفر له الألعاب اللازمة: توجد مجموعة واسعة من الألعاب التي تختص بتطوير وتعليم المهارات الاجتماعية للطفل، وفر الألعاب لطفلك الرضيع وهي ستساعده على التطور والنمو  وكذا قضاء أوقات ممتعة ومرحة.
هذه أكثر وأهم النصائح التي تعمل على تطوير مهارات طفلك للتفاعل مع الآخرين وهي مناسبة جدا للمراحل الأولى من عمر طفلك.

في الختام يعتبر استكشاف عالم الطفل وتفاعله مع الآخرين مليء بالتجارب والاكتشافات بحيث يتفاعل الطفل الرضيع مع الآخرين من خلال التواصل البصري والصوت واللعب واللمس كما يحتاج الطفل دائما إلى الحب والرعاية من والديه وكذلك تطوير مهاراته. 


تعليقات