كيف يؤثر الطلاق على الصحة النفسية للفرد والمجتمع

ما هو تعريف الطلاق؟


يعرف الطلاق بأنه إنهاء للعلاقة الزوجية بشكل رسمي إنهاءا قانونيا وشرعيا، حيث يتم فصل الزوجين وإلغاء كل الارتباطات القانونية والاجتماعية القائمة بينهما في إطار الزواج، وهو يقع في حال استحالة الزوج والزوجة الاستمرار في العلاقة الزوجية.


الطلاق والصحة النفسية
كيف يؤثر الطلاق على الصحة النفسية للفرد والمجتمع

سنناقش في هذا المقال، تأثير الطلاق على الصحة النفسية للفرد والمجتمع كما سنتعرف على مفهوم الطلاق وأنواعه بشكل مفصل، وفي الأخير سنستعرض بعض الدراسات التي أجريت وأكدث تأثير الطلاق على الصحة النفسية للمجتمع.


أنواع الطلاق


هناك الكثير من أنواع الطلاق التي تختلف في تفاصيلها وفق التشريعات والقوانين المنصوص عليها حسب البلد وأعرافه وثقافته، وهذه بعض الأنواع الشائعة للطلاق:

  • الطلاق القضائي: يحدث هذا النوع من الطلاق عندما يصدر حكم الطلاق من المحكمة بناءا على طلب مرفوع من أحد الزوجين وقد يكون له أسباب مختلفة.

  • الطلاق بالإتفاق: يعرف هذا النوع بالاسم الطلاق بالتراضي، وهو ما يتفق فيه الزوجان على إنهاء رابطة الزواج بينهما بشكل ودي دون اللجوء إلى المحاكم لأخذ الحقوق الكاملة.

  • الطلاق بسبب العقوبة: يمكن أن يحدث هذا الطلاق نتيجة لسلوك معين غير مستحب من أحد الزوجين ويتسبب في إنهاء الزواج كمثال على هذا الخيانة الزوجية.

  • الطلاق الشرعي: يشير هذا النوع من الطلاق إلى الانفصال بين الزوجين بشكل تام وفق القوانين الدينية المتبعة، كالطلاق في الدين الاسلامي.

  • الطلاق بدون موافقة: تنص بعض القوانين في دول معينة على السماح للزوج أن يقدم طلبا للطلاق دون موافقة الطرف الثاني في حال  انعدمت سبل الاتفاق بين الطرفين جراء المشاكل الزوجية القائمة.

بشكل عام هذه بعض أنواع الطلاق المنتشرة والشائعة في العالم التي تكون نتيجة حتمية للكثبر من الخلافات الأسرية المتكررة، ولكن مع مراعاة التفاصيل وإجراءات الطلاق المتبعة التي تختلف ما بين الدول، وتعتمد على القوانين المحلية المنصوصة.


كيف يؤثر الطلاق على الصحة النفسية للفرد والمجتمع؟

يمكن أن يؤثر الطلاق بشكل كبير وواسع على الصحة النفسية للأفراد والمجتمع بصفة عامة إليك بعض الآثار النفسية الشائعة التي تؤثر بشكل مباشر على الفرد والمجتمع بعد الطلاق:

آثار الطلاق على الصحة النفسية للفرد

قد يعاني الأفراد الذين يواجهون الطلاق من آثار نفسية عليهم بشكل مباشر نذكر منها ما يلي:

الضغوط النفسية

  • يعاني الفرد الذي يدخل مرحلة الطلاق من مستويات مرتفعة من الضغوط النفسية والحزن والقلق والاكتئاب الزائد كما يصبح فردا منعزلا عن الغير.

  • يمكن أن يشعر الفرد بالحزن الشديد والبكاء على فقدان العلاقة الزوجية والأسرة التي كونها.

  • تترتب الضغوط النفسية للفرد نتيجة القلق المستمر بشأن ما سيحدث في المستقبل وما هو قادم بعد مرحلة الطلاق، والتفكير الزائد في إمكانية القدرة على التأقلم مع الحياة الجديدة.

  • يدخل الطلاق الفرد في بعض الأحيان في اكتئاب شديد، وهذا ما يؤثر بشكل مباشر على الصحة الجسدية والعقلية له.

فقدان الثقة بالنفس

  • يواجه بعض الأزواج مرحلة طلاق صعبة، قد تؤثر على ثقتهم بأنفسهم وقيمتهم الشخصية، لذا يفضل أثناء هذه المرحلة الابتعاد عن ما يمكن أن يسبب فقدان الثقة بالنفس، مثل الاستماع للآراء الكثيرة التي تأثر بشكل غير مباشر على نفسية المطلق في ظل الظروف التي يمر بها.

الميل إلى العزلة

  • قد يؤثر الطلاق بشكل سلبي على الفرد فيميل إلى العزلة والوحدة والابتعاد عن بناء العلاقات بسبب شعور خسارة الشريك الأساسي والداعم في الحياة، وهذا قد ينتج عنه زيادة القلق والاكتئاب.

صعوبة تكوين علاقات جديدة

  • بعد مرحلة الطلاق يواجه الكثير من المطلقين تحديات للدخول في علاقات جديدة، كونه من الصعب بناء الثقة في شريك جديد، وهذا يؤثر على العلاقات مستقبلا.

  • بعد المرور بتجربة زواج فاشلة يمكن أن يتخوف المطلق من الوقوع في تجارب فاشلة أخرى أثناء بنائه لعلاقات الجديدة.
  • من الممكن أن يؤثر الطلاق على اختيارات الفرد في العلاقات الجديدة، إذ يصبح أكثر  تدقيقا في اتخاذ القرارات العاطفية أو أثناء اختيار الشريك الجديد.

التأثير على الصحة الجسدية

  •  الطلاق يعد مرحلة صعبة قد يؤثر على الصحة الجسدية بشكل مباشر نتيجة للضغوطات النفسية المتطلق، وقد تؤدي لمشاكل صحية مثل اضطرابات الأكل أو اضطراب النوم أو ارتفاع في السكري وضغط الدم، وهذا ما يسبب آثار سلبية على الجسم.


آثار الطلاق على الصحة النفسية للمجتمع

قد ينتج عن الطلاق آثار سلبية على الصحة النفسية للمجتمع كون الطلاق يضر بكل الأطراف في الكثير من الحالات سواء للأزواج أو الأبناء أو بشكل مباشر المجتمعات، وحتى أن للطلاق آثار سلبية على الاقتصاد، وتتمثل آثار الطلاق على الصحة النفسية للمجتمع فيما يلي:

ارتفاع معدلات الطلاق

  • زيادة معدلات الطلاق قد يكون مؤشرا واضحا للتحول الاجتماعي الذي يحدث، وهذا ما يؤدي إلى تفكك الأسرة والعلاقة الزوجية من أساسها، وقد يزيد الطلاق من ارتفاع عدد الأسر المنفصلة ومنه حدوث تغير في الهيكل الاجتماعي كاملا.

التأثير على الأطفال

  • من أكثر ضحايا الطلاق هم الأطفال الذين يعيشون فيما بعد في أسرة مفككة، مما يصعب عليهم التأقلم في بيئة تسمح لهم بالتكيف والنمو بشكل طبيعي مثلهم مثل الأسر العادية.

  • يمكن أن تظهر آثار الطلاق السلبية على الأطفال بشكل مباشر في أدائهم الأكاديمي وفي  السلوك والصحة النفسية، وقد يصل تأثرهم من انفصال الوالدين في بعض الحالات إلى تدهور الصحة الجسدية.

التأثير على العلاقات الاجتماعية

  • يستطيع الطلاق التأثير على العلاقات الاجتماعية في المجتمع عن طريق ظهور صراعات عائلية واجتماعية كبيرة يتأثر بها المحيطون بالمطلقين، سواء كانوا جيران أو أصدقاء أو العائلة الكبيرة.

زيادة معدل الفقر 

  • من نتائج الطلاق السلبية في بعض المجتمعات، هو ازدياد معدلات الفقر خاصة بين النساء المطلقات والأطفال كون الأم هي الحاضنة للأطفال، بسبب توقف النفقة من العائل الأساسي وهو الأب، كما أنهن قد يواجهن صعوبة في العثور على وظيفة تكفل الأسرة.

انخفاض جودة الحياة

  • يمكن أن يؤدي الطلاق في كثير من الحالات إلى شعور المطلق بالقلق والحزن والاكتئاب الذي يؤثر على الصحة الجسدية والعقلية، كما يمكن أن يتسبب في انخفاض جودة الحياة للأفراد والأسر داخل المجتمعات.

من الضروري تقديم الدعم للأفراد أو الأسر المتأثرة من تجارب الطلاق، لتجنب الآثار السلبية على الصحة النفسية للأفراد و المجتمع و منه تعزيز الصحة النفسية للمطلقين.


دراسة أكدت تأثير الطلاق على الصحة النفسية للمجتمع

أجريت الكثير من الدراسات حول التأثيرات المختلفة للطلاق، ومنها الدراسات التي عنيت بتأثير الطلاق على الصحة النفسية للأفراد والأطفال والمجتمع، وهذه بعض الدراسات التي أكدت تاثير الطلاق على الصحة النفسية للمجتمع:

  • دراسة أجريت سنة 2022 في الولايات المتحدة الأمريكية، وجدت أن الأطفال الذين نشأوا في أسر مفككة من أبوين مطلقين، كانوا أكثر عرضة للإصابة بالمشاكل السلوكية والقلق حيث أجريت هذه الدراسة على مجموعة من الأطفال فئة منهم نشأوا في أسر منفصلة، وفئة أخرى ا نشأوا في أسر غير منقسمة.

  • دراسة أجريت سنة 2003 من طرف (Kessler. R.C) حول تأثير الطلاق على الصحة النفسية للأفراد، وجدت أن الأشخاص المطلقين يظهرون نسب أعلى من القلق والاكتئاب وهذا ما يعمل على زيادة الاستخدام العام للخدمات الصحية في المجتمع.

  • دراسة أجريت سنة 2010 من طرف (Amato. P.R) حول الصحة النفسية والاجتماعية بعد الطلاق استعرضت تأثير الطلاق على الصحة النفسية والاجتماعية للأفراد والأسر، حيث خلصت هذه أن الطلاق يمكن أن يؤدي لتغييرات في التواصل الاجتماعي والدعم الاجتماعي، ويسبب مشاكل في التكيف مع التحولات والحياة الجديدة المفروضة على كل أطراف الأسرة.

إضافة إلى هذه الدراسات، أجريت العديد من الدراسات الأخرى المتنوعة والمختلفة والتي تصب في دراسة الآثار النفسية للطلاق على الأفراد والمجتمعات بشكل عام.


في الختام الطلاق كتجربة يعتبر صعب، ويمكن أن ينتج عنه آثار سلبية على الصحة النفسية للفرد والمجتمع، كما يساعد الدعم الاجتماعي والمساعدة المهنية في التخفيف من هذه الآثار النفسية في مرحلة الطلاق، إضافة لهذا يمكن للمجتمع أن يلعب دورا هاما في التخفيف من آثار الطلاق من خلال توفير الدعم للأفراد والأسر  المنقسمة.


تعليقات