الأم العاملة كيف توازن بين حياتها المهنية والعائلية؟ نصائح قيمة

من هي الأم العاملة؟

معروف أن الأم العاملة هي المرأة التي لديها أطفال تقوم بتربيتهم وتعمل خارج المنزل في نفس الوقت، وقد تكون موظفة بدوام كامل أو تمارس عملا خاصا بها و مستقلا، وتتفاوت ظروف الأمهات العاملات عبر مختلف مناطق العالم، وحسب الثقافات والقوانين المختلفة في وظائف كثيرة ومتنوعة.


الأم العاملة
الأم العاملة كيف توازن بين حياتها المهنية والعائلية؟ نصائح قيمة

في هذا المقال سنتعرف على الأم العاملة وكيف تصل إلى التوازن بين حياتها المهنية والأسرية وما هي المشاكل التي تواجه الأمهات العاملات في حياتهم.


كيف تنظم الأم العاملة وقتها بين العمل والبيت؟

للوصول إلى التوازن تام بين حياتك المهنية وعائلتك كأم، قد يمثل هذا تحديا كبيرا في حد ذاته وهذه بعض أهم النصائح والنقاط التي من شأنها مساعدتك كأم على خلق توازن بين حياتك المهنية وحياتك العائلية، وهي كالتالي:

تحديد الأولويات

  • وضع الأهداف: قبل البدء في تحديد أولوياتك حاولي تحديد الأهداف من وراء ذلك فهذا سيساعدك في التوازن بين أمورك الشخصية والعائلية وبين إنجاز واجباتك في العمل.

  • استخدام مصفوفة الأولويات: يقصد بمصفوفة الأولويات، هي وضع خطة يتم تقسيمها إلى أربعة أقسام تشمل الأمور الهامة والعاجلة، الأمور المهمة والغير عاجلة، الأمور غير مهمة وعاجلة، الأمور غير الهامة وغير العاجلة، وتوضع هذه الخطة بهدف تصنيف المهام والأنشطة اليومية حتى يسهل عليك ممارسة نشاطك اليومي والقيام بواجباتك.

  • الترتيب الزمني: حددي مدى أهمية الوظائف والأمور التي ستقومين بها مع عائلتك وفي العمل أولا، وصنفي هذه الواجبات والمهام بالتدريج حتى يسهل عليك تنفيذها.

تقسيم المهام

  • الاتصال والتواصل: تحدثي مع شريكك وأفراد عائلتك بشأن تقسيم المهام التي يجب القيام بها داخل العائلة، وحاولي دائما التواصل معهم بإيجابية لفهم احتياجاتهم ومدى استعدادهم للمشاركة في هذه المهام.

  • تدوين قائمة المهام: قومي أنت وعائلتك بإعداد قائمة تضم المهام المنزلية مثل ترتيب غرف النوم ورعاية الأطفال، وقسمي المهام وفقا للمهارات والاهتمامات التي تخص كل فرد، هذا من شأنه أن  يمنحك ويمنح كل أفراد العائلة وقت أكثر لأخذ قسط من الراحة والابتعاد عن الضغوطات.

  • تحفيز المشاركة: من الضروري أن تعملي على تحفيز أطفالك وشريكك في ممارسة المهام المنزلية كقيام الأطفال بتنظيف غرفهم ومساعدة زوجك لك في أعمال المطبخ وباقي أمور البيت، هذا سينعكس إيجابيا على كل أفراد العائلة داخل المنزل.

  • الثناء والتقدير: لا تنسي تقدير جهود أولادك وشريكك عند إنجاز الواجبات المنزلية و المهام التي كلفتهم بها، وقومي بتعويدهم على الشكر المتبادل فيما بينهم دائما وترسيخ الروابط العائلية أكثر.

تقسيم المهام الكبيرة إلى مهام أصغر

  • تحديد المهام الكبيرة: ابدئي دائما بتحديد أكبر مهمة لك في اليوم سواء كانت في البيت أو في العمل.

  • تقسيم المهمة: بعد تحديدك لأكبر مهمة لكي في اليوم، قسميها إلى مهام صغيرة، بحيث يمكنك تقسيمها إلى خطوات صغيرة يمكن تنفيذها على مراحل وليس في وقت واحد متواصل، لأن هذا سيسبب لك ضغطا كبيرا سواء في الوظيفة أو داخل البيت.

  • تحديد الوقت: حددي الوقت المخصص لكل مهمة صغيرة بعد تقسيمها من مهمة كبيرة إلى مهمات صغيرة، هذا سيساعدك في معرفة مدى إكمال المهام في الوقت المحدد.

  • الانتهاء من المهام: اعملي على الانتهاء من كل مهمة صغيرة نهائيا، حتى تبدأي بالمهمة الصغيرة التي بعدها، هذا سيساعدك في الشعور بالإنجاز وتجنب التعب.

خذي فترة راحة

  • من المهم جدا أن تأخذي قسطا من الراحة خلال اليوم حتى لو كان بضع دقائق وفترات قصيرة، سيساعدك هذا على البقاء بطاقة ممتازة لمواصلة مهامك اليومية سواء كان ذلك داخل عملك أو في بيتك مع أفراد أسرتك.

 استخدمي المفكرة

  • استخدمي دائما التقويم لأهميته البالغة في تنظيم وتتبع المواعيد وتذكرها والالتزام بها، هذا من شأنه أن يمنحك راحة أكثر ويجعلك منظمة ويسهل عليك عمل توازن بين الحياة المهنية والحياة العائلية.

 لا تخجلي من طلب المساعدة

  • قد تمر عليك فترات عصيبة وضاغطة مع تربية الأولاد والقيام بواجباتك المهنية ،وهذا ما يجعلك تشعرين بالضياع، لذا من الضروري أن تقومي بطلب المساعدة من شريكك أو عائلتك أو أصدقائك.

خصصي وقتا لنفسك

  • احرصي دائما على تخصيص وقت لكي على الأقل مرة واحدة في الأسبوع، حتى تتمكني من استرجاع طاقتك والحفاظ على حالتك النفسية وتقليل التوتر.
  • حاولي تنظيم موعد مع الأصدقاء وتناول كوب من القهوة أو العناية بالصحة الجسدية والعقلية عن طريق ممارسة الرياضة أو الذهاب إلى صالون التجميل.

ركزي في مهامك

  • أثناء فترة العمل في المكتب حاولي التركيز على واجباتك المهنية و عملك دون التفكير بالأمور الشخصية أو التفكير بالأطفال، وعندما تكوني داخل بيتك مع أفراد عائلتك حاولي التركيز على أسرتك فقط دون التطرق إلى العمل أو التفكير فيه.

خلق التوازن بين الحياة المهنية والحياة الشخصية ليس بالأمر السهل والتوفيق بين العمل والبيت ليس بتلك البساطة لكن مع هذه النصائح القيمة يمكن أن تتسهل الأمور.


كيف تتعامل الأم العاملة مع أطفالها؟

يعتمد تعامل الأم العاملة مع أطفالها على الظروف والاحتياجات الشخصية والعائلية وهذه أهم النصائح التي يمكنها أن تساعدك كأم عاملة في التعامل مع أطفالك:

  • التواصل والاستماع: كوني موجودة عندما يحتاج أطفالك إلى المساعدة والمشورة والبوح بمشاعرهم، كما أن الاستماع الجيد يعزز العلاقة بينك وبين أطفالك ويقويها.

  • تنظيم الوقت: عودي أطفالك على وقت محدد ومخصص لهم للقيام بمختلف النشاطات التي يحبون مشاركتك فيها سواء في أيام العطلات أو تخسيس ساعة أو ساعتين مساء كل يوم، وأفضل طريقة هي جدولة النشاطات المخصصة كاللعب والقراءة.

  • التخطيط المسبق: ضعي جدول أسبوعي لكل الأنشطة الأسرية التي ستقومين بها أنتي وأطفالك، وحاولي إشراكهم في رسم الجدول وفق وقتك المخصص لهم.

  • تعزيز الاستقلالية:  شجعي الأطفال دائما على تنمية مهاراتهم والقيام ببعض النشاطات الخفيفة في البيت بنفسهم، مثل تنظيف الغرفة أو وضع الملابس المتسخة في مكانها المخصص لها، فهذا  يدربهم على الاعتماد على النفس ويمنحك وقتا لإنجاز مهمات أخرى.
  • استخدمي تكنولوجيا الاتصال: إذا لم تكوني متواجدة في المنزل أو كنتي في دوامك يمكنك استخدام مكالمات الفيديو للبقاء متواصلة مع أطفالك والتحدث معهم فهذا يجعلهم يحسون أنك قريبة دائما منهم.

  • قدمي الاهتمام الكافي: بعد يوم طويل من العمل حاولي دائما التفاعل بحب وشغف عند لقائك بأطفالك،  فهذا سينعكس عليهم بالإيجاب و يجعلهم فخورين بك كأم عاملة.
استخدمي دائما الابداع والمرونة في التعامل مع اطفالك وشريك حياتك كام عامله فهذا ما يجعله يؤثر ايجابيا على كل أفراد الأسرة ويمنحك راحة أكثر بالابتعاد عن الضغوطات التي قد تفرض عليك من قبل الأسرة كونك أم عاملة.

مشاكل الأم  العاملة 

لا تخلو حياة الأم العاملة من بعض المشاكل والصعوبات في التوازن والتوفيق بين الحياة المهنية والحياة الأسرية، ومن بين المشاكل التي يمكن أن تواجه الأم العاملة ما يلي:

  • الشعور بتأنيب الضمير: قد تشعر الأم العاملة بتأنيب الضمير عندما تقضي وقتا طويلا خارج بيتها بعيدا عن أطفالها.

  • الإرهاق والتعب: محاولة خلق التوازن بين العمل والعائلة قد يؤدي في الكثير من الأحيان إلى الشعور بالإرهاق الجسدي والعقلي والإجهاد والتعب بسبب قضاء وقت طويل في العمل ثم يأتي الوقت المخصص للعائلة.

  • نقص الوقت: تخصيص الوقت للأسرة والعمل من الممكن أن يؤدي إلى عدم توفر وقت كافي للأم للقيام بالمزيد من الأنشطة أو الاهتمام بنفسها.

  • الضغوط المهنية: ضغط العمل والمطالب الكثيرة أثناء الدوام، قد تجعل الأم في دائرة التوتر دائما وعدم الشعور بالراحة والطمأنينة.

  • الافتقار إلى التواصل: قد يؤدي العمل المستمر والمكثف إلى اختلال التواصل ما بين الأم وشريكها أو أطفالها بسبب ساعات العمل الطويلة.

  • التأثيرات الصحية: من الممكن أن يؤثر الضغط وروتين الحياة السريع ما بين العمل وتربية الأطفال والعلاقة مع الزوج، إلى استنزاف الصحة وهذا ما يعود على الأم بالتأثير السلبي.

أثبتت الأم العاملة في الكثير من المجتمعات عبر العصور تغلبها على الكثير من هذه المشاكل عن طريق التخطيط الجيد ووضع استراتيجيات وتطبيقها للتوفيق بين أسرتها وأطفالها وزوجها وبين عملها.

في الختام يمكن القول أنه ليس من الصعب أن تحقق الأم العاملة التوازن بين الحياة المهنية والعائلية فهي أم قوية وأثبتت قدرتها على القيام بالعديد من المهام والأدوار باعتبارها مكون أساسي داخل أسرتها وفي عملها، والتخطيط وتحديد الأولويات واستغلال الوقت بشكل ذكي مكنها من تحقيق التوازن بين كل الأمور وتخصيص وقت لنفسها.


تعليقات