تعرف على عادات الاستحمام في الحضارات والشعوب عبر التاريخ

تعريف الاستحمام

يعتبر الاستحمام من العادات اليومية الأساسية عند الإنسان، ويقصد به عملية غسل الجسم بالماء والصابون بهدف الحفاظ على النظافة الشخصية للفرد، واختلفت عادات الاستحمام عبر التاريخ وفق الحضارات والشعوب فكانت له دلالات عديدة على اختلاف الحضارات، كما تفاوتت طرق الاستحمام واختلفت من بلد لآخر ومن حضارة لأخرى.


الاستحمام
 تعرف على عادات الاستحمام في الحضارات والشعوب عبر التاريخ


سنتعرف في هذا المقال على الاستحمام وفوائده، كما نستعرض عادات الحضارات والشعوب في الاستحمام عبر التاريخ، وفي الأخير سنتعرف على أهمية الاستحمام بالماء البارد.


ماهي فوائد الاستحمام؟


للاستحمام الكثير من الفوائد الجسدية وحتى النفسية على الفرد، نذكر هنا أهم فوائد الاستحمام على الإنسان:

  • تنظيف الجسم: الفائدة الأساسية من الاستحمام هي القضاء على الأوساخ والبكتيريا والروائح الكريهة، مثل العرق باستعمال الماء و مختلف أنواع الصابون.

  • تخفيف الأرق والإجهاد: يستطيع الشخص التخفيف من الأرق والاجهاد عند الاستحمام بماء دافئ، ويعتبر الاستحمام فترة إسترخاء وهدوء بعد يوم من الجهد والضغوطات.

  • تحسين الدورة الدموية: يساعد الاستحمام بالماء الدافئ في تحسين الدورة الدموية عن طريق توسع الأوعية الدموية وزيادة تدفق الدم في الجسم، هذا ما يعمل على توصيل المواد الغذائية والأوكسجين إلى الخلايا في الجسم.

  • العناية بالبشرة: يساهم الاستحمام بشكل كبير في إزالة القشر الميت والزيوت من البشرة، ما من شأنه الحفاظ على بشرة رطبة وصحية ولامعة.

  • تحسين المزاج: يسهم الاستحمام في تحسين الحالة المزاجية للشخص بسبب تأثيره على إفراز هرمونات السعادة مثل هرمون الإندورفين.

  • تحسين النوم: يمكن الاستحمام قبل النوم لما له من أهمية كبيرة في الإسترخاء وتعديل ضغط الدم وتحسين ضربات القلب، هذا ما يساعد على تحسين جودة النوم.
بشكل عام الاستحمام ليس مجرد عملية نظافة الجسم، بل هو عادة تسمح لك بالحصول على الكثير من الفوائد الجسدية والصحية لذا من الضروري الالتزام بالاستحمام كروتين في الحياة.


تعرف على عادات الاستحمام في الحضارات والشعوب


رغم أن الاستحمام هو عادة روتينية للبشر منذ بداية البشرية لكنها اختلفت وتنوعت وتباينت بشكل كبير عبر الحضارات عند مختلف الشعوب تعرف عليها:

عادات الاستحمام في الحضارات القديمة


لم يكن الاستحمام في الحضارات القديمة مقتصرا على النظافة الجسدية فقط بل كان يعبر عن طقوس معينة اختلفت عبر الحضارات هذه أشهرها:


  • مصر القديمة: اعتبر الاستحمام دلالة على تطهير الروح والجسد كانت هناك حمامات عامة وخاصة استخدمت لأغراض مختلفة، فكان يعتبر الاستحمام تطهيرا يقرب الانسان من الآلهة، فتزينت جدران الحمامات بالزخارف للتعبير عن هذه الطقوس والعادات.

  • الرومان القدماء: تميزت الحمامات الرومانية بالتصاميم المعمارية المذهلة والفسيفساء الفاخرة، فكانت غرف الحمامات تشمل الاسترخاء والتدليك والنظافة الجسدية العادية، وكانت الحمامات الرومانية ضخمة وكبيرة لها أبعاد فاخرة وتدل على الرفاهية.

  • الهند القديمة: اعتبر الاستحمام في الحضارة الهندية القديمة جزءا من النظافة الشخصية والديانة، واعتبر وسيلة للتقرب إلى الإله وتطهير الروح فشهدت الحمامات العامة نشاطا اجتماعيا كبيرا في الهند، اضافة إلى أنها كانت تعد مناسبة لتبادل الأخبار والتواصل بين الناس.
  • بلاد ما بين النهرين: كان يمارس الاستحمام في بلاد ما بين النهرين في أحواض خاصة باستخدام الفحم لتسخين المياه، إذ كان السومريون يستخدمون أنواع من الصابون تصنع من الزيوت النباتية. 

  • اليونان القديمة: اعتبرت الحمامات في اليونان القديمة جزءا مهما في الحياة الاجتماعية واليومية، ولم يقتصر هدفها على النظافة فقط، قكانت تعكس ثقافة التواصل الاجتماعي والناقشات الفلسفية، وكانت تنقسم الحمامات إلى الخاصة للأثرياء والعامة لمختلف الطبقات الاجتماعية.

عادات الاستحمام في العصور الوسطى


شهدت فترة العصور الوسطى والنهضة تغيرات في عادات الاستحمام والهدف من الحمامات وحتى نظرة المجتمع إلى الاستحمام، وتأثرت العادات بالعوامل الاجتماعية والثقافية والدينية.


  • العصور الوسطى: تأثرت طريقة الاستحمام بكثير من العوامل، إذ تميزت فترة العصور الوسطى بانتشار كبير للأوبئة والأمراض، ما أثر على تقدير الناس للنظافة الشخصية وأصبحت نظرة المجتمعات أكثر أهمية للاستحمام لدورها الصحي وليس فقط لمجرد النظافة.

  • عصر النهضةمع دخول فترة النهضة بدأت نظرة المجتمع للاستحمام تتغير، فتغيرت عادات الاستحمام في المجتمعات، وزاد الاهتمام بها. ما ساعد على انتشار أهمية النظافة وتأثيرها على الصحة، فتبنى الناس عادات استحمام أفضل، وظهرت حمامات جديدة واستخدمت تقنيات ووسائل للتنظيف والتعقيم.


عادات الاستحمام في العصر الحديث


  • أخذ نمط الاستحمام في حضارات الحديثة أشكالا مختلفة، فأصبح أكثر شيوعا وانتشارا وصار متوفرا داخل البيوت، وبفضل التقنيات التكنولوجية الجديدة أصبح من السهل الحصول على المياه الساخنة داخل المنزل اضافة إلى تطور الكثير من أنواع الصابون ومنتجات النظافة الشخصية.

  • تميز الاستحمام في العصر الحديث باختلاف العادات من بلد إلى آخر وفقا الثقافات المتباينة والأنماط البيئية، فنجد الاستحمام عادة يومية في بعض الدول التي تتميز بالمناخ الحار، بينما تختلف عادات الاستحمام في الدول التي تكون أشد برودة فقد  يكون نظام الاستحمام فيها أسبوعيا.


مستقبل  عادات الاستحمام عند الشعوب


مع التقدم التكنولوجي المستمر والتغيرات المتسارعة في أسلوب الحياة من المتوقع أن نشهد عادات استحمام أكثر تغييرا وتطورا، إذ تلعب دورا مهما في تحسين تجربة الاستحمام اضافة  إلى التطور والتنوع في أساليب النظافة، فمن المرجح أن توجد الكثير من أساليب الاستحمام الصديقة للبيئة والصحية والآمنة.


على مر العصور لعبت طرق وعادات الاستحمام دورا هاما في تشكيل الثقافات والحضارات المتنوعة فكان الاستحمام يختلف من حضارة إلى حضارة باختلاف أهميته ودوره الصحي ووعي الناس بمدى النظافة.



تعرف على الاستحمام في الثقافات المختلفة


اختلفت عادات الاستحمام وأنماطها في الكثير من الثقافات والشعوب وتغيرت عبر التاريخ، فتميزت الكثير من الحمامات بشهرة واسعة للخدمات الجيدة التي تقدمها وأهميتها في المجتمعات آنذاك، وهذه أهم الثقافات التي تتميز بأنواع حمامات معينة:


  • الحمامات الحرارية في الثقافة الروسية: أطلق على الحمامات بالثقافة الروسية باسم بانيا وانتشر ما يسمى بالساونا الروسية داخل الحمامات، فكانت روتين حياة يومي للروسيين للاستحمام وجزء مهم من الثقافة الروسية.

  • الحمامات العربية التركية: يعتبر الاستحمام في الثقافات العربية والتركية شيئا هاما فانتشرت الحمامات التقليدية في العالم العربي وتركيا، وكانت عبارة عن أماكن واسعة تجمع الناس للاستحمام، وهي من أفخم أنواع الحمامات، فكان يمثل الاستحمام تجربة صحية واجتماعية مهمة في هذه الثقافات.

  • الحمامات المعدنية في المجتمعات الأوروبية: انتشرت الحمامات المعدنية بشكل كبير في المجتمعات الأوروبية، فلم تكن تقتصر فقط على رمزية النظافة بل كانت شيئا هاما للاسترخاء والحصول على الفوائد الصحية، كما أن الاستحمام في المجتمعات الأوروبية له جذور تاريخية وثقافية عميقة جسدت هذا النمط من الحمامات.

  • الحمامات في ثقافات الصين والهند: كان للحمامات دور في الثقافة الهندية والصينية فكان دورها لايقتصر فقط على تقاليد النظافة اليومية، بل امتد إلى الروحانيات وكان له بعد ثقافي وديني محض، كما كانت الحمامات أماكن للتواصل الفعال وسط المجتمعات.
  • الحمامات في الثقافة اليابانية: اعتبر اليابانيون الحمامات التقليدية جزء من ثقافتهم حيث كانت تتجسد فيه قيم النظافة بالإضافة إلى الطقوس الدينية والروحانيات مع الوعي التام لكون الاستحمام هو عادة صحية، فكانت تمثل الحمامات في اليابان تجربة هادئة وروحانية تتخذ طابعا خاصا في المجتمع..

هذا التنوع في الاستحمام وطرقه ومفاهيمه المختلفة لدى الشعوب، هو دليل على التنوع الثقافي الكبير الذي يتمتع به الاستحمام على اختلاف الثقافات ومر العصور .


الاستحمام بالماء البارد


يحبذ الكثير من الناس فكرة الاستحمام بالماء البارد ويعتبرونها طريقه صحيه وجيدة وهذه أهم  فوائد الاستحمام بالماء البارد:


  • زيادة الطاقة: يسهم الاستحمام بالماء البارد في زيادة الطاقة في الجسم وتنشيطه للقيام بمختلف الأنشطة والمهام.

  • تحسين المزاج: قد يساهم الاستحمام بالماء البارد في إفراز هرمونات السعادة مثل هرمون الأندورفين.
  • تحسين الدورة الدموية: يعمل الاستحمام بالماء البارد على انقباض الأوعية الدموية ثم تمددها مرة أخرى، وهذا ما يسهم في تحسين الدورة الدموية وتنشيطها.

  • تعزيز الجهاز المناعي: يمكن أن يساعد الاستحمام بالماء البارد على تعزيز الجهاز المناعي عن طريق زيادة مستويات خلايا الدم البيضاء.
  • تقليل الإجهاد والتوتر: الاستحمام بالماء البارد يعمل على خفض مستويات هرمون الكورتيزول وهو هرمون التوتر والقلق.
صحيح أن للاستحمام بالماء البارد فوائد عديدة كما أن الاستحمام بالماء الدافئ  له فوائد كثيرة أيضا، لكن يجب الحرص على عدم الجلوس لفترة طويلة تحت المياه الباردة، كونه قد يتسبب في بعض المشاكل الصحية كجفاف الجلد أو التعرض لنزلات البرد.

ختاما انغمست معنا في رحلة زمنية وثقافية للتعرف على عادات الاستحمام عند الحضارات والشعوب منذ القدم وحتى عصرنا الحالي، فإعتبر الاستحمام عبر كل الأزمنة تجربة ثقافية وروحية تعكس الفروق الثقافية والأفكار والممارسات لدى الإنسان، وما بين الاستحمام وأنواع الحمامات في هذه الحضارات والثقافات، تبين أن الاستحمام هو أكثر  من مجرد طريقة للنظافة الشخصية. 


تعليقات