كيف تلعب التكنولوجيا دورا إيجابيا في التعليم وتحسين مستوى الطلاب

متى بدأ استخدام التكنولوجيا في التعليم؟

بدأ استخدام التكنولوجيا في التعليم في ثلاثينات القرن العشرين، وكانت بسيطة ومحدودة، إلا أنها شهدت على مر السنين، وكبداية تم استخدام الحواسيب في البحوث التعليمية والتطبيقات وبعدها بدأت التكنولوجيا التعليمية تتطور شيئا فشيئا لغاية اليوم، حيث أصبح للتكنولوجيا المتقدمة إمكانات كبيرة في تطوير التعليم عن طريق التكنولوجيا والإنترنت التي تلعب دورا مهما في تحسين جودة التعليم وتوسيع امكاناته. 


التكنولوجيا والتعليم
كيف تلعب التكنولوجيا دورا إيجابيا في التعليم وتحسين مستوى الطلاب 

في هذا المقال سنتعرف على الدور الإيجابي للتكنولوجيا في التعليم، وتحسين مستوى الطلاب كما سنتطرق إلى بدأ استخدام التكنولوجيا في مجال التعليم، وفي الأخير نستعرض لك بعض الدراسات التي أكدت دور التكنولوجيا في تحسين المستوى التعليمي عند الطلاب، وأهمية تكنولوجيا التعليم للمعلمين.


دور التكنولوجيا الإيجابي في التعليم  وتحسين مستوى الطلاب؟

منذ ظهور التكنولوجيا ووسائلها في التعليم، لعبت دورا حاسما في تحسينه وتطوير طرق التعليم وكذا رفع مستوى الطلاب، إليك الدور الإيجابي الذي تلعبه التكنولوجيا في التعليم وتحسين مستوى الطلاب:

تخصيص التعليم

أتاحت التقنيات التعليمية المتطورة تخصيص التعليم لاحتياجات الطلاب الفردية، إذ يمكن للبرمجيات التعليمية منح تقييمات دقيقة لمستوى وأداء الطلاب، وتعمل على اقتراح بعض المواد التعليمية التي تتناسب وفق المستوى الدراسي للطالب.

التعلم التفاعلي

توجد في محركات البحث والمتاجر الالكترونية كثيرا من التطبيقات والبرامج التعليمية التفاعلية التي تقدم تجارب شيقة تشجع الطلاب على التفاعل والمشاركة في مختلف المواد الدراسية.

التعلم أكثر تفاعلية وإثاره

تمنح التكنولوجيا الحديثة للتعليم جانب تشويقي وتفاعلي من خلال استخدام الألعاب والوسائط المتنوعة والرسوم المتحركة، هذا ما يساهم بشكل كبير في جعل الطلاب أكثر انجذابا لحب التعلم عن طريق تحفيزهم.

الوصول إلى المعرفة

تسهل التكنولوجيا الوصول إلى مصادر التعليم والمعرفة عبر الانترنت من خلال توفير المواد التعليمية المختلفة لمختلف المراحل التعليمية والأطوار والتي تمكن الطلاب بشكل كبير من إنجاز بحوثهم وتعزيز مهاراتهم التعليمية ورفع المستوى الدراسي للطلاب بشكل جيد.

الكتب الإلكترونية والدروس الخاصة والمصممة وفق المناهج التعليمية والأدوات الكثيرة التي تتوفر بهدف التعلم تساعد الطلاب كثيرا على التكيف مع أسلوب التعلم الخاص  المناسب لهم.

توفير موارد تعليمية أقل تكلفة

يوجد الكثير من المنصات التعليمية والمواقع التي تقدم دروس متنوعة وتوفر محتوى تعليمي عالي الجودة بتكلفة منخفضة وحتى مجانية، هذا ما يفتح الفرصة أمام فئات كثيرة ممن يصعب عليه تغطية تكاليف الدراسة في تحصيل التعليم، ومنه تحقيق المساواة في المجال التعليمي والمعرفي. 

التعلم عن بعد

سمح التطور التكنولوجي في مجال التعليم بتقديم التعليم عن بعد، مما أتاح لشريحة كبيرة من الطلاب في مختلف أنحاء العالم من الاستفادة من فرصة التعليم في أماكن مريحة وفي مختلف الأوقات وحتى في أصعب الظروف. 

تطوير مهارات التواصل

سمح استخدام التكنولوجيا بدعم التعليم العابر للحدود، وحقق التفاعل مع الطلاب والمعلمين في كل أنحاء العالم.

التكنولوجيا سمحت بكسر عامل الوقت والمسافات البعيدة لحضور نفس الفصول الدراسية على الإنترنت من أماكن مختلفة في العالم، وهذا ما منح فرصة لكسب الطلاب مهارات تواصل جديدة مع مختلف الثقافات واللغات من مختلف أرجاء العالم.

ساعد استخدام التكنولوجيا الطلاب على تطوير مهارات التفاعل عبر الوسائل الرقمية بشكل كبير، وهذا ما يعتبر مهم جدا عند الطلاب لتحسين مستواهم التعليمي.

تحسين كفاءة التعليم 

ساهمت التكنولوجيا الحديثة بشكل كبير في السنوات الأخيرة في تحسين كفاءة التعليم عند الطلاب من خلال اختصار وتقليل المدة الزمنية التي يقضيها الطلاب والهيئات التدريسية من معلمين وإداريين في توفير طرق جديدة لتقييم الطلاب.

وفرت التكنولوجيا للمعلمين وقت أكثر ما يسمح لهم بالتركيز على التدريس بطريقة جيدة ومنح قدراتهم التعليمية للطلاب بشكل أفضل. 

تعزيز التعلم التعاوني

ساعدت التكنولوجيا الطلاب في تعزيز التعلم التعاوني فيما بينهم عن طريق تكوين مجموعات لإنجاز المشاريع تعليمية والواجبات الدراسية التي تتطلب مشاركة جماعية، عن طريق توفير أدوات التعاون للطلاب التي تمكنهم من تسهيل انجاز مشاريعهم المختلفة.

توفير الوصول إلى التعليم المستمر

توفر التكنولوجيا فرصة الوصول إلى التعليم المستمر للطلاب من جميع الفئات العمرية بحيث يمكن الوصول الى الدورات التدريبية عبر الإنترنت وأدوات التعليم المختلفة.

يساعد الوصول إلى التعليم المستمر فئات كبيرة من الطلاب على مواكبة التطورات في مجال التعليم بما يناسب مجالاتهم التخصصية، كما يمكنهم استخدام التعليم المستمر لاكتساب مهارات جديدة ومتطورة وتحسين مهاراتهم الحالية.


من المهم أن يتم استخدام الأدوات التكنولوجية الحديثة في مجال التعليم بطرق تدعم الأهداف التعليمية بشكل صحيح، وتوجيه الطلاب في استخدام التكنولوجيا بشكل فعال ومسؤول.


دراسات عن دور التكنولوجيا في تحسين مستوى الطلاب

نشرت العديد من الدراسات والأبحاث التي عنيت بدور التكنولوجيا في مجال التعليم وتحسين مستوى الطلاب، ومن أبرز هذه الأبحاث والدراسات ما يلي:

  • دراسة أجريت عام 2013 قام بها (فورت أوسوالدو)،  قامت بمراجعة الأبحاث السابقة التي أجريت حول تأثير التكنولوجيا على نتائج التعلم وخلصت في الأخير إلى أنها تلعب دورا إيجابيا كبيرا في التعليم.

  • دراسة (PISA) أجرتها منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، أظهرت أن تكنولوجيا التعليم يمكن أن تلعب دورا ايجابيا في تحسين مستوى الطلاب عن طريق تعزيز مهارات البحث والتحليل لديهم، بشرط أن يتم استخدامها بشكل منهجي وتوجيهها بعناية من قبل المعلمين لتحقيق أقصى استفادة.

  • دراسة أجرتها جامعة ستانفورد عام 2017، خلصت إلى أن الطلاب الذين يستخدمون ألعاب الفيديو التعليمية قد حققوا درجات أعلى في الاختبارات النهائية من الطلاب الذين لم يستخدموها.

  • دراسة أجرتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية عام 2019، خلصت إلى أن الطلاب الذين يستخدمون التكنولوجيا في التعلم يكونون أكثر عرضة لاكتساب المهارات اللازمة للنجاح في الاقتصاد المعاصر.

  • دراسة قامت بها جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس عام 2018، وجدت أن الطلاب الذين يستخدمون أدوات التعاون عبر الانترنت يكونون أكثر عرضة للمشاركة في الفصل الدراسي وطرح الأسئلة.

هذه بعض الدراسات والأبحاث التي ألقت الضوء على دور التكنولوجيا الإيجابي في تحسين المجال التعليمي وتحسين المستوى الدراسي للطلاب، تستطيع البحث عن هذه الدراسات ومراجعتها أكثر إذا كنت تقوم ببعض البحوث والواجبات الدراسية.


أهمية تكنولوجيا التعليم بالنسبة للمعلم

يعود إدخال التكنولوجيا في التعليم بالنفع على المعلم لأهميتها الكبيرة، وهذه بعض العوامل التي تجعل من تكنولوجيا التعليم مهمة وضرورية للمعلمين:

  • تعمل التكنولوجيا على تحسين مهارات التدريس للمعلمين خاصة أثناء تجهيز الدروس والتخطيط لها، حتى يتم تقديمها للطلاب  على نحو شيق.

  • تمكن التكنولوجيا المعلم من تلبية احتياجات الطلاب عن طريق تقديم مواد تعليمية غنية ومتنوعة.

  • تجعل التكنولوجيا عملية التعلم أكثر إثارة وتسمح للمعلم من الاستفادة بشكل أفضل في تقديم الدروس للطلاب.

  • تسمح التكنولوجيا بتوفير الوقت والجهد للمعلم من خلال أدوات التعليم والمصادر المتنوعة التي تساعده أثناء إعداد الدروس والمحتوى التعليمي.

  • في حالة التعليم عن بعد تمكن التكنولوجيا المعلم من الوصول للطلاب في أماكن عديدة ومختلفة أثناء تقديم الدرس.

  • تساهم التكنولوجيا بشكل كبير في جعل المعلمين يوجهون الطلاب في مشاريعهم التعاونية، وتبادل المعرفة بشكل صحيح عن طريق استخدامها لتعزيز التعاون بين الطالب والمعلم.

بشكل عام تلعب التكنولوجيا دورا قويا وهاما في تحسين تجربة التعليم وتحقيق أهدافه عن طريق مساعدة وتوجيه المعلم بشكل صحيح في تقديم  الواجب التعليمي.


في الختام تلعب التكنولوجيا دورا كبيرا في تحسين التعليم وتحسين مستوى الطلاب، من خلال جعل التعليم أكثر إثارة وتفاعل وتوفير الوصول إلى الموارد التعليمية المتنوعة والشاملة، إضافة إلى الدعم الذي تقدمه للتعلم الفردي وحتى التعلم التعاوني، وهذا ما يجعل التكنولوجيا مساهمة بشكل بارز في تحقيق الطلاب مستويات دراسية جيدة وتطوير إمكاناتهم التعليمية.


تعليقات