ما هو السن المناسب لتعليم الطفل اللغات؟
في عالم يزداد فيه التواصل بشكل كبير، أصبح تعلم اللغات أمرا ضروريا ودائما ما يطرح السؤال حول العمر المناسب لبدء تعليم الأطفال اللغات، إذ يعتبر هذا الموضوع تحديا للأهل، ويعد أفضل وقت لتعليم الأطفال التحدث بلغات متعددة، هو ما بين 3 سنوات و7 سنوات، كون هذه المرحلة هي بداية التعلم والتفاعل الفعلي والتركيز القوي للطفل، إذ يصبح الأطفال أكثر تقبلا لأنماط لغات جديدة وتعلم مختلف الأصوات.
أسرار تعليم الأطفال اللغات _ كيف تجعل طفلك يتحدث بلغات متعددة دون جهد
سنتعرف في هذا المقال على أسرار تعليم طفلك التحدث بلغات متعددة دون بذل الجهد، كما سنتطرق إلى فوائد تعليم اللغات للأطفال، وسنتعرف على السن المناسب لتعليم الطفل وفي الأخير سنتعرف على مدى إستطاعة طفلك تعلم لغتين في وقت واحد.
هل يمكن للطفل أن يتعلم لغتين؟
نعم يستطيع طفلك تعلم أكثر من اللغة واحدة، حيث أن الأطفال يتميزون بالقدرة على تعلم لغات متعددة بسهولة في سنواتهم الأولى، ويطلق على هذه العملية باللغة الثنائية.
يحدث هذا عندما تتوفر لدى طفلك فرصة لعرض هذه اللغة في بيئته وتوفرها، ويمكن أن تكون لغات متعددة يتلقاها في المدرسة أو في المنزل أو باختلاطه مع المجتمع، ما يعد أمرا مفيدا جدا لتطوير مهارات اللغة عند طفلك.
إذا كان لديك طفل تريد تعليمه لغات متعددة فمن اللازم أن توفر له تفاعلات وتحفيز على تعلم هذه اللغات، بحيث يكون هذا الموضوع مفيدا للطفل على المدى الطويل، ويمكنه من ممارسة لغات متعددة.
كلما بدأت تعليم طفلك لغات جديدة في سن أبكر كلما كان ذلك مفيدا جدا له وسهلا للتلقين والتمكن من أكبر عدد من اللغات، كون القدرة الاستيعابية للطفل في سن مبكرة تكون أكبر وأوسع.
كيف تجعل طفلك يتحدث بلغات متعددة دون جهد؟
عندما تنظر إلى عقل طفلك الصغير ستجد أنه يشبه الإسفنجة، أي أنه يمتص المعلومات والأصوات بسرعة وبطرق سهلة، وتعد مرحلة الصغر حساسة جدا في حياة طفلك إذ تمثل أفضل وقت لتعلم اللغات المتعددة، ندعوك لاستكشاف أسرار تجعل طفلك يتحدث بلغات المتعددة دون جهد أو صعوبة منه:
ابدأ التعليم مبكرا
من المهم لطفلك بدء تعلم اللغات في سن مبكرة أي من السنوات الأولى في حياته، وهذا يرجع إلى كون قدرته واستيعابه كبيرة، في هذه الفترة يمكنك استغلال قدراته والاستثمار فيه، لتعليمه لغات متعددة.
ابدأ بتعريف طفلك على اللغات الجديدة دون ممارسة الضغط عليه، إذ يمكنك كبداية قراءة القصص له بلغات مختلفة، أو شراء بعض الألعاب التي تصدر أصواتا بلغة معينة.
البيئة اللغوية
وفر لطفلك محيط يستمع فيه للغة معينة، فالممارسة اليومية والاستماع يساعدان جدا في إكتساب اللغة عند طفلك ويمكن له أن يستفيد من التعرض اليومي لهذه اللغة،
يمكنك إدخال مختلف العناصر الأخرى المساعدة كالكتب والألعاب وحتى الأغاني الناطقة باللغة التي تود تعليمه، فهذه العناصر يعتبرها طفلك ممتعة ومسلية في نفس الوقت.
استثمر اهتمام طفلك الشخصي
يمكن أن يكون لطفلك ميول واهتمام شخصي بلغة معينة، فإذا لاحظت أنه قد استسهل لغة معينة وبدأ بتكرار بعض الحروف والكلمات منها لمجرد أنه سمعها منك أو من البيئة المحيطة به فحاول استغلال الأمر وتعليمه تلك اللغة، فهنا سيكون أكثر استعدادا لتعلمها.
من الممكن أن تنشأ اهتمامات الطفل بلغة معينة من خلال الألعاب، وسماع الموسيقى والأغاني والتي تعتبر عناصر محفزة للطفل وتختصر الكثير من الوقت في تعلمه أي لغة.
كن صبورا مع طفلك
قد يستغرق تعلم اللغة من طفلك وقتا وجهدا كبيرا، لذا من الضروري أن تكون صبورا معه أثناء تعلمه لغة جديدة، فمع الممارسة والبيئة المشجعة والتحفيز والتكرار سيتقن طفلك اللغة جيدا وبسهولة.
التفاعل مع الناطقين الأصليين
يساعد التفاعل مع الناطقين بلغة معينة على تحسين النطق وفهم اللغة ومخارج الحروف والاستماع الجيد للغة عند طفلك، فهذا ضروري جدا لاكتساب اللغة، ويعد من أهم أسرار تعلم طفلك اللغات دون جهد أو تعب.
امنح طفلك مساحة للتعلم
أثناء رحلة تعلم طفلك اللغة المستهدفة، ابتعد قدر الإمكان عن التوتر وممارسة الضغط، وإمنح طفلك مساحة للتعبير بحرية باللغة المستهدفة حتى لو كانت مليئة بالأخطاء.
رحب بكل الأخطاء التي يمارسها طفلك أثناء مرحلة تعلمه، فهذا يمنحه التحرر أكثر والتعلم بسهولة واكتساب اللغة وإتقانها، فتوفير المساحة الكافية لطفلك للتعلم يعد بدوره جزء من عملية التعلم.
استثمر في التكنولوجيا الجديدة
يمكنك استخدام تقنيات التعليم الجديدة فهناك الكثير من التطبيقات اللغوية وبرامج التعليم التي تعد فعالة في مساعدتك على تعليم طفلك أكبر قدر من اللغات بطريقة تفاعلية وممتعة ومسلية تختصر عليك الجهد والوقت.
ببذل القليل من الجهد والاستثمار صحيح في قدرات طفلك ومنحه الحرية أثناء التعلم، يمكنك مساعدة طفلك في إتقان لغات كثيرة دون بذل جهد كبير سواء كان ذلك لك أو لطفلك.
فوائد تعلم اللغات للأطفال
يعد تعلم الأطفال اللغات شيئا هاما لهم كما يوفر الكثير من الفوائد، وهذه أهمها:
- تطوير مهارات اللغة: يمكن أن يكون لتعلم اللغات العديدة لطفلك تأثير ايجابي له على القراءة والتعبير الشفوي والكتابة، كما أن تعلم لغات جديدة يساعده على تطوير مهارات اللغة سواء كان ذلك في لغته الأم أو اللغات الأجنبية عنه.
- تعزيز الذكاء: توصلت بعض الأبحاث والدراسات إلى أن تعلم اللغات يساهم في زيادة مرونة العقل عند الطفل ويمكن أن يساعده على اتخاذ القرارات الصارمة، ويمكنه من حل المشكلات المتعددة.
- تعزيز التركيز والانتباه: يساعد تعلم اللغه طفلك على تطوير مهارات التركيز والانتباه عنده إذ أن تعلم اللغات يتطلب الانتباه والتدقيق في التفاصيل وفهم الجمل والكلمات والربط بينها.
- التفاهم الثقافي: يساعد تعلم اللغات طفلك على فهم مختلف الثقافات، والتعامل معها إذ يستطيع أن يكتسب رؤية أعمق للعالم ويكون الصداقات مع الأشخاص من خلفيات متعددة.
- تطوير مهارات التعلم: يتطلب تعلم لغة جديدة من طفلك بذل الجهد في حفظ القواعد النحوية والمفردات الكثيرة، مما يمكن أن يساهم في تطوير مهارات التعلم وتقوية الذاكرة والتفكير.
- تعزيز مهارة التواصل: يساهم تعلم لغة جديدة في صقل مهارات التواصل عند طفلك مما يساعده على تكوين صداقات أكثر والتواصل مع الأشخاص من مختلف المجتمعات.
- زيادة فرص العمل مستقبلا: اتقان طفلك لعدة لغات سيمنحه فرص توظيف أكبر في المستقبل، مهما كانت بيئة العمل ومهما اختلفت مجالاتها، فالعمل يتطلب دائما الانفتاح على مختلف الثقافات، إذ يعد إتقان الكثير من اللغات شيئا جذابا لأصحاب العمل وهذا ما يفتح الأبواب نحو فرص جيدة لطفلك.
- الثقة بالنفس: كون طفلك يتقن لغات متعددة هذا يمنحه الثقة في نفسه ويساعده على تحقيق النجاح وسط المجموعة.
بصورة عامة يعود تعليم الطفل اللغات المتعددة بفائدة عظيمة عليه، حيث يساهم في فتح آفاق جديدة له على الصعيد الشخصي والمهني مستقبلا.
في الختام يعد تعلم اللغات في سن مبكرة تجربة غنية بالفوائد لطفلك، ويمكن أن يتم تعليمه اللغات بسهولة ودون جهد إذا ما تم توفير بيئة محفزة ومشجعة له، فمن الضروري تشجيع حب الاستطلاع والفضول لديه والاستفادة منهما لتعليمه اللغات المتعددة، فهي هدية ثمينة سيستفيد منها طوال حياته.
أكتب تعليقا لتشجيعنا