كيف يلعب الطفل دورا عاطفيا كبيرا في حياة الأم

ما نوع العلاقة بين الأم والطفل؟


تعد العلاقة بين الأم والطفل علاقة حميمة وقوية جدا وهي واحدة من أهم وأقدس العلاقات في حياة الانسان، كونها تتشكل منذ بداية الحمل وتستمر في حياة الأم والطفل على حد سواء وتتميز هذه العلاقة بخصائص منها الترابط القوي الذي يدعمه الحب من الأم لطفلها، والذي بدوره يخلق الطمأنينة والراحة لدى الطفل، وتتكون هذه العلاقة من أول يوم في حياة الطفل وعن طريق اللمس فقط.


الأم
كيف يلعب الطفل دورا عاطفيا كبيرا في حياة الأم 

في هذا المقال سنتعرف على نوع العلاقة بين الأم والطفل ونوضح أهمية الدور العاطفي الكبير الذي يلعبه الطفل في حياتها، كما سنتطرق إلى بعض الدراسات والبحوث الهامة عن أهمية الدور العاطفي للطفل في حياة الأم، وفي الأخير سنتطرق إلى دور الأم في حياة أبنائها بصفة عامة.


كيف يلعب الطفل دورا عاطفيا في حياة الأم؟

تشكل تجربة الأمومة مرحلة رائعة وهامة للأم والطفل على حد سواء، في المقابل يلعب الطفل دورا عاطفيا كبيرا في حياة الأم، إليك كيف يلعب الطفل دورا عاطفيا في حياة الأم:

تقوية الروابط العاطفية

  • يعتبر الطفل لدى أمه مصدر للحب الكبير والارتباط القوي في داخل الأم، حيث أن الأم تشعر دائما بالحب الفياض والكبير والإهتمام بأطفالها، وهذا ما يجعل الرابط العاطفي قوي بينها وبين أبنائها.
  • الروابط العاطفية التي يخلقها الطفل في حياة أمه منذ ولادته تعزز من تقديرها لنفسها، فتصبح إنسانا قويا وله دوافع كبيرة للاستمرار والتواصل.

تعزيز ثقة الأم بنفسها

  • أثناء مرحلة تربية الأطفال تلعب الأم دائما دورا مهما في حياتهم، هذا الدور الإيجابي عندما ترى نتائجه بشكل جيد سيعزز ثقتها بنفسها كأم صالحة ما يجعلها تقدر أهميتها وأهمية دورها الكبير في حياة أطفالها بشكل إيجابي.

الشعور بالرضا والسعادة

  • يخلق الطفل داخل أمه إحساسا كبيرا بالسعادة خاصة عندما ترى الأم طفلها سعيدا ومرتاحا، هذا ما يجعلها تحس بالإنجاز والرضا.
  • يمنح الطفل الأم إحساسا بالرضا عندما تشعر بأنها حققت هدفا مهما في حياتها كونها أصبحت أما خصوصا إذا كانت أما ترى أبنائها يتعلمون ويتطورون ويتفاعلون مع العالم من حولهم بشكل جيد، وهذا يعتبر من أكبر مصادر السعادة عند الأم.

تطوير مهارات العناية بالغير

  • عندما تلد الأم طفلها تصبح أكثر حساسية للأمور، خاصة إذا كانت أشياء تخص طفلها من احتياجات وتطلعات تخص طفلها، هذا ما يعمل على تعزيز قدرتها على حب تعلم الجديد دائما حتى توفر لطفلها كل إحتياجاته بشكل عام.

تصبح أما قوية 

  • يواجه الطفل صعوبات وتحديات في حياته أو في مختلف مراحله العمرية، ولا طالما كانت الأم المصدر الأول للدعم العاطفي لأطفالها في أوقاتهم الصعبة، هذا ما يخلق منها أم قوية تواجه الصعاب والتحديات بكفاءة عالية حتى تستمر دائما في توفير الحماية التامة لأطفالها.
  • تواجه الأم في مراحل حياتها الكثير من التحديات كالمشاكل الزوجية والمشاكل الصحية وحتى الضغوطات المالية، هنا يأتي دور الطفل كونه يلعب دورا هاما في دفع الأم للتغلب على كل التحديات حيث تشعر بالدعم القوي عندما تلاحظ أطفالها بجانبها ما يجعلها أما قوية ومتحدية. 

التعلم المتبادل

  • الأم أثناء تربيتها لأطفالها تتعلم الكثير من مهارات التفاعل مع الأطفال والتعامل الجيد معهم خلال رحلة الأمومة، فتكتسب الكثير من التجارب الجديدة التي تجعل منها أما تطمح دائما لتعلم المزيد من أجل اطفالها.
صحيح أن الطفل يلعب دورا عاطفيا كبيرا في حياة أمه وتشكيلها بعد تجربة الأمومة، لكن هذه العلاقة الرائعة بين الأم والطفل لطالما كانت قوية و تخص الطرفين لما لها من تأثير إيجابي متبادل لكل من الأم والأطفال على حد سواء.

إليك بعض الدراسات حول الدور العاطفي للطفل في حياة الأم

العديد من الأبحاث والدراسات التي عنيت بدور العاطفي الذي يلعبه الطفل في حياة أمه، وهذه بعض الدراسات حول الموضوع:

  • دراسة قامت بها جامعة هارفرد في سنة 2010، خلصت إلى نتيجة أن الأطفال الذين يتمتعون بعلاقات قوية مع أمهاتهم يكونون أكثر نجاحا وصحة وسعادة في الحياة كما أنهم يحصلون على وظائف جيدة في مستقبلهم المهني.

  • دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا في سنة 2012، وجدت أن الأمهات اللواتي يشعرن دائما بدعم أطفالهن هم أكثر سعادة وأقل عرضة للاكتئاب والقلق.

  • دراسة أجريت سنة 2014 من قبل جامعة ستانفورد، خلصت إلى أن التفاعل الإيجابي بين الامهات وأطفالهن تؤدي إلى إطلاق ناقل عصبي يسمى الدوبامين، وهو مرتبط بالسعادة والرضا.

كل الدراسات التي تم ذكرها خلصت إلى أن للطفل دور  عاطفي كبير وفعال في حياة الأم، كون رابط الأمومة بين الأم والطفل قوي جدا وينعكس بالايجاب على الأم بالدرجة الأولى وله آثاره الإيجابية على الصحة النفسية للأم والطفل على حد سواء.


ما هو دور الأم في حياة الأبناء؟

للأم دور كبير ومهم في حياة الأبناء بصفة عامة، كونها مسؤولة عن تنشئتهم والاهتمام بهم ورعايتهم بشكل كبير بالتشارك مع الأب، ويمكن تلخيص دور الأم في حياة الأبناء في هذه النقاط الهامة:

  • الرعاية الجسدية: تقدم الأم لأبنائها الرعاية والحماية منذ أول يوم من الولادة فتكون مسؤولة عن تلبية احتياجاتهم الأساسية كالنوم والنظافة والغذاء مما يسهم في تطوير ونمو الطفل بشكل سليم وصحي.
  • الرعاية العاطفية: تعمل الأم على تقديم الدعم العاطفي لكل الأبناء، فهي مصدر هام لتعزيز الثقة بالنفس والتشجيع وتقديم الدعم الكامل في اللحظات الصعبة لهم، هذا ما يعمل على جعل الأبناء مستعدين دائما للتعامل مع التحديات والصعاب في حياتهم مستقبلا.
  • الرعاية النفسية: تقدم أم دائما الدعم النفسي بشكل كامل لأبنائها منذ مراحل طفولتهم الأولى، يساعدهم على فهم أنفسهم والعالم من حولهم وتنمية ذكائهم ومهاراتهم منذ الصغر.

  • التوجيه: ترافق الأم أطفالها في كامل مراحلهم العمرية وتعمل بصفة مستمرة على إرشادهم في كل المواقف، وتساهم بشكل كبير في دعم اتخاذ القرارات وتجسيدها كونها شخص مهم لدى الأبناء بحكم الرابط العاطفي القوي الذي يشعرون به إتجاه الأم.
  • غرس القيم والأخلاقتلعب الأم دور كبير في غرس القيم والأخلاق المجتمعية في أبنائها من خلال تعليمهم السلوكيات الصحيحة والقيم والأطر الإجتماعية لتسهيل إندماجهم في مجتمع تضبطه القواعد والقيم والأعراف.

  • تنمية روح التعاون والمشاركة:  كثيرا ما تحاول الأم دمج أطفالها مع أقرانهم سواء في المدارس أو أماكن اللعب، وتشجيعهم على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية المتنوعة التي من شأنها أن تعزز من قدرتهم على بناء العلاقات الاجتماعية بشكل صحيح.

  • تنمية روح المسؤولية: تعمل الأم على تنمية روح المسؤولية لدى أطفالها وتطوير مهاراتهم الحياتية من خلال تحمل بعض المسؤوليات والمشاركة في المهام المنزلية البسيطة، واتخاذ بعض القرارات، كالتشاور بين الأم وأطفالها والتخطيط للقيام برحلة أو قضاء وقت خارج المنزل.

لطالما كانت الأم مصدر للقوة والدعم بالنسبة لأطفالها، إذ تعمل دائما على حمايتهم ورعايتهم وتكوينهم بشكل صحيح.


في الختام نستطيع القول أن الطفل ليس هو الوحيد الذي يتلقى الدعم العاطفي من الأبوين لكن حتى الأم تتلقى دعما عاطفيا كبيرا  من أطفالها، كونهم يلعبون دور كبير في دعمها عاطفيا ما يعطيها دفعا للاستمرار والمواصلة في تربيتهم ورعايتهم بشكل صحيح، وتقديم أفضل ما لديها من أجل أطفالها فالأمومة تؤثر على الحياة العاطفية والنفسية للأم بشكل كبير.


تعليقات